Beranda > Keilmuan Islam > صوم شهر رجب في ضوء المذاهب الأربعة

صوم شهر رجب في ضوء المذاهب الأربعة

رجب

شهر رجب هو من الأشهر الأربعة التي يعظمها الإسلام بذكرها في القرآن الكريم باسم “الأشهر الحرم”. قال عز من قائل : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ. هذه الأشهر الحرم هي ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب كما قاله المفسرون. وقال في فضله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي. أضاف الشهر إلى الله ليدل على شرفه وفضله.

  • وشهر رجب وقت للاستعداد الروحي قبل دخول شهري شعبان ورمضان. وفي هذا الشهر يُستحب للمسلمين الإكثار من الأعمال الصالحة واجتناب المعاصي، لأن الحسنات والسيئات فيه تتضاعف. قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع.
  • ومن الأعمال المستحبة في شهر رجب الصيام، كما ورد في بعض الأحاديث. منها رواه أبي داود في سننه: «”صم مِن الحُرُمِ واتْرُكْ، صُمْ مِن الحُرُم واتْرُك، صمْ من الحُرُم واتْرُك”» «سنن أبي داود» (4/ 95)
  •  ومع ذلك، فإن هذا الصيام ليس بواجب، لأن الصيام الواجب محصور بشهر رمضان، كما جاء في الحديث الشريف:بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت.” (متفق عليه. إلا أن في بعض البلاد يُعامل صيام رجب وكأنه واجب، بناءً على عادات أو تقاليد متوارثة. لذلك، من المهم فهم حكم هذا الصيام وفق المذاهب الفقهية المختلفة:
  •  المالكية

الصوم في هذا الشهر عند المالكية مندوب ومستحب ومرغوب فيه، ولا يُعد من الواجبات، بل هو من النوافل التي يُثاب عليها فاعلها ولا يُعاقب تاركها. وقد ورد ذلك في كتب الفقه المالكي، مثل ما جاء في شرح الخرشي على مختصر خليل، حيث قال:

«والمحرم ورجب وشعبان (ش) يعني: أنه يستحب صوم شهر المحرم وهو أول الشهور الحرم، ‌ورجب ‌وهو ‌الشهر ‌الفرد ‌عن ‌الأشهر ‌الحرم» «شرح الخرشي على مختصر خليل – ومعه حاشية العدوي» (2/ 241)

وكذلك ما ورد في نص شرح الدردير، حيث قال: (و) ندب صوم ( المحرم ورجب وشعبان ) وكذا بقية الحرم الأربعة وأفضلها المحرم فرجب فذو القعدة والحجة. شرح الدردير على خليل 1/513.

وكذلك ما ورد في نص شرح الدردير، حيث قال:  (و) كذلك صوم شهر (رجب) مرغب فيه لما رواه مسلم أن سعيد بن جبير سئل عن صيام رجب فقال: أخبرني ابن عباس رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم» «حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني» (2/ 407).

BACA JUGA :  FOBIA

ويُفهم من هذا النصوص أن صيام شهر رجب يُعد عملاً تطوعيًا يدخل ضمن أعمال البر والطاعات التي يُرغَّب فيها المسلمون، خاصة في الأشهر الحرم. ومع ذلك، لا يُشرَع تخصيص هذا الشهر بصيام معين أو اعتقاد فضل خاص به إلا بما ثبت بدليل صحيح.

  • الحنفية
  • الحنفية يرون أن صوم شهر رجب من الصيام المستحب والمرغوب فيه، حيث ورد في الفتاوى الهندية:

( المرغوبات من الصيام أنواع ) أولها صوم المحرم والثاني صوم رجب والثالث صوم شعبان وصوم عاشوراء.   (الفتاوي الهندية 1/202)

  • وهذا يدل على أن صيام شهر رجب يُعتبر من العبادات التي يُحث المسلم على أدائها، ضمن منظومة الصيام المستحب التي تشمل الأشهر الحرم وغيرها من المواسم الفاضلة.
  • الشافعية

الشافعية يعدون الصوم في الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب) من الأعمال السنة المستحبة. وهذا كما قال النواوي في المجموع حكاية عن الأصحاب: قال أصحابنا : ومن الصوم المستحب صوم الأشهر الحرم , وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب , وأفضلها المحرم . المجموع شرح المهذب 6/439

وقال الرملي في ” نهاية المحتاج ” إن رجب من أفضل الشهور للصوم بعد رمضان وبعد المحرم. نهاية المحتاج 3/211.

  • الحنابلة
  • يُكره إفراد شهر رجب بالصيام عند الحنابلة، وهذا هو المذهب المعتمد لديهم، كما ورد في أقوال الإمام أحمد وابن قدامة وغيرهما. ومع ذلك، تزول الكراهة إذا أفطر الصائم في رجب يومًا أو أكثر، أو إذا صام شهرًا آخر من السنة.
  • أما بالنسبة لصيام رجب وشعبان معًا، فقد استحسنه بعض العلماء كابن أبي موسى، وأُثرت أقوال عن استحباب صيام الأشهر الحرم وشعبان، خاصة يوم النصف من شعبان.
  • وفيما يتعلق بمذهب الإمام أحمد، هناك اختلاف في مسألة استحباب صيام رجب وشعبان، فمنهم من يرى استحبابه، ومنهم من يراه مكروهًا إذا أُفرد أحدهما بالصوم دون فطر.
  • وهذه الأقوال مذكورة في كتب الفقه الحنبلي. منها ما نص في في المغني والفروع والإنصاف

فصل : ويكره إفراد رجب بالصوم . قال أحمد : وإن صامه رجل , أفطر فيه يوما أو أياما , بقدر ما لا يصومه كله قال أحمد : من كان يصوم السنة صامه , وإلا فلا يصومه متواليا , يفطر فيه ولا يشبهه برمضان. (قال ابن قدامة في المغني 3/53)

فصل : يكره إفراد رجب بالصوم نقل حنبل : يكره , ورواه عن عمر وابنه وأبي بكرة , قال أحمد : يروى فيه عن عمر أنه كان يضرب على صومه , وابن عباس قال : يصومه إلا يوما أو أياما. (الفروع لابن مفلح 3/118)

«قال ‌ابن ‌الجوزي ‌في ‌كتاب ‌أسباب ‌الهداية: ‌يستحب ‌صوم ‌الأشهر ‌الحرم ‌وشعبان ‌كله، وهو ظاهر ما ذكره المجد في الأشهر الحرم، وجزم به في المستوعب، وقال: آكد شعبان يوم النصف، واستحب الآجري صوم شعبان، ولم يذكر غيره، وقال الشيخ تقي الدين: في مذهب أحمد وغيره نزاع. قيل: يستحب صوم رجب وشعبان، وقيل: يكره. يفطر ناذرهما بعض رجب.» الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» (3/ 347 ت الفقي)

  • خلاصة عامة
  • صيام شهر رجب مستحب عند المالكية والحنفية والشافعية، ويُعتبر من النوافل التي يُحث عليها المسلم.
  • عند الحنابلة، يُكره إفراده بالصيام دون فطر، لكن الكراهة تزول بفطر بعض أيامه أو بدمج صيامه مع شهر آخر.
  • جميع المذاهب تتفق على أن صيام رجب عمل تطوعي يدخل ضمن العبادات التي تعزز التقوى، شريطة عدم تخصيصه بعبادات خاصة دون دليل شرعي.
BACA JUGA :  Aku Tak Perlu Masa Lalumu

المراجع

  • وهبة الزحيلي. التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج. دمشق. دار الفكر.1991.
  • أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الجوزي الأصبهاني. الترغيب والترهيب. القاهرة. دار الحديث. 1993 م.
  • أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني.سنن أبي داود. دار الرسالة العالمية. 2009 م.
  • ابن رجب الحنبلي. لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف. دار ابن حزم للطباعة والنشر. 2004 م.
  • أبو عبد الله محمد الخرشي. شرح الخرشي على مختصر خليل. بيروت. دار الفكر. 1317 هـ
  • أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. صحيح البخاري. دمشق. دار ابن كثير. 1993 م.
  • أبو عبد الله محمد الخرشي. شرح الخرشي على مختصر خليل. مصر. المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر. 1317 هـ.
  • محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير. دار الفكر.
  • أبو الحسن, علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي. حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني. بيروت. دار الفكر. 1994م.
  • جماعة من العلماء, الفتاوى العالمكيرية المعروفة بالفتاوى الهندية. مصر. المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر. 1310 هـ
  • أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي. المجموع شرح المهذب. القاهرة. إدارة الطباعة المنيرية مطبعة التضامن الأخوي.1347 هـ
  • شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين الرملي. نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج. بيروت. دار الفكر.1984م
  • موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي. المغني. المملكة العربية السعودية. دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع. 1997 م
  • شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي. الفروع. بيروت. مؤسسة الرسالة. 2003 م
  • علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المَرْداوي. الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (المطبوع مع المقنع والشرح الكبير). القاهرة. هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. 1995 م

مؤلف: عبد الله الحليم (أحد الطلبة بالمعهد الديني الأنوار الثالث)

Tim Multimedia PP. Al Anwar 3
Website dikelola oleh Tim Multimedia Pondok Pesantren Al Anwar 3 Sarang

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *